الشندغة

أعمال خيرية ©Shutterstock الشندغة | 140 العدد | 6 ليس صديقنا 2018 فبراير 14 خلف أحمد الحبتور • نشرت في الصحف بتاريخ جـافِ وزيـر الخارجيـة الأمريكي ي السـابق هنري كيسـنجر الحقيقة عندمـا قـال: "ليـس لأمريـكا أصدقاء دائمون، بـل مصالـح فقـط". اسـتعداد إدارة ترامب للتغاضـي عـن الروابـط القطريـة مع الإرهاب مـن أجـل تحقيـق مصالح مادّية وعسـكرية، يؤكّـد صحـة الـكلام الصـادر عن ذلك السياسـي المخضرم. قبل سـبعة أشـهر، إبان زيارة الرئيس الأمريكـي دونالـد ترامب إلى السـعودية، والتـي كانـت أول رحلـة يقـوم بهـا إلى الخارج منـذ تسـلّمه منصبـه، هاجـم الدوحـة لأنها "مـ ذ للإرهـاب" والجهـة المموّلة الأولى للإرهابييـن. وتباهـى لاحقـاً بأنه شـجّع المملكـة وحلفاءهـا علـى النأي بأنفسـهم عـن جارتهـم السـابقة التـي تحوّلـت إلى دولة مارقـة بعدمـا كانـت تجمعهـم بهـا علاقات أخوية. مـن المعلـوم أنـه لطالمـا كانت لديّ شـكوك حول شـخصية المرشـح ترامب ومـدى ملاءمتـه للمنصـب، لكننـي كنـت آمل بـألا يتراجـع عـن وعـوده مثل سـلفه باراك أوبامـا الـذي احتضـن إيـران فيمـا انتقصمن قـدر دول الخليج. بعـد انتخـاب ترامـب، اعتقدنـا أنه أصبح لدينـا شـريكٌ موثـوق. لقـد اعتُبِـرت زيارته إلى السـعودية مؤشـراً عن احترامه للتحالف القديـم بيـن المملكـة والولايـات المتحدة. لكننـا كنـا مخطئين. كان مجـرد اسـتعراض إعلامـي مـن دون مضمـون حقيقـي، الهـدف منه اسـترضاء العالـم العر بـي بعدمـا قـام أوباما بتهميشـه إبـان الاتفـاق النـووي الـذي عقده مع الشيطان. كان التحالـف الـذي تقوده السـعودية، ويضـم الإمـارات العربيـة المتحـدة والبحرين ومصـر، مسـتعداً لاحتضـان قطـر من جديد مطلبـاً. 13 شـرط موافقتهـا علـى تنفيـذ وكان ضمـن تلـك المطالـب قطـع علاقات الدوحـة مـع "الإخـوان المسـلمين" وتنظيم "داعش" و"حزبالله"؛ وإغلاق وسـائل الإعـ م القطريـة الترويجيـة؛ وقطـع العلاقات الديبلوماسـية مـع إيـران؛ وإنهـاء الوجود العسـكري التركـي علـى الأراضـي القطرية. تظاهـر أميـر قطـر، الشـيخ تميم بن حمـد آل ثا نـي، بالبـراءة وادّعـى أنه مسـتعد للتباحـث فـي جميـع المسـائل الخلافية. لكن بدلاً من أن يظهر حسـن النيّة، تسـبّب بتفاقـم الأزمـة بسـبب تعزيـز علاقات بلاده مع طهران، والسـماح لتركيا بنشـر قوات جويـة وبحريـة فضـً عـن القوات البرية. كنـا نتوقّـع، منطقيـاً، أن تُبـدي الحكومـة الأمريكيـة اسـتياءها مـن تقـرّب الأمير من إيـران، الراعيـة الأكبـر للإرهـاب في العالم، لم ©APimages صديق عدوّنا سياسة

RkJQdWJsaXNoZXIy NDU3MzA=