الشندغة
3 | 140 العدد | الشندغة صـورةٌ سـلبية. لقـد اشـترى المروّجـون الإسـرائيليون اسـتديوهات لتصويـر الأفـ م، وفـي مرحلـة لاحقـة، صحفـاً وقنـوات تلفزيونيـة كبـرى. لا عجـب فـي أن غالبيـة الأمريكييـن يدعمـون الإسـرائيليين أكثـر مـن دعمهـم للفلسـطينيين، بعـد عقـود طويلـة مـن التلقيـن العقائـدي الـذي حصلـوا عليـه بانتظـام. لقـد حقّـق الترويـج الذا تـي فوائـد جمّـة للدولـة اليهوديـة. فعلـى الرغـم مـن أنهـا الكيـان الوحيـد المسـلّح نوويـاً فـي الشـرق الأوسـط الـذي يحتـلّ الأراضـي الفلسـطينية بمـا يشـكّل انتهـاكاً لشـرعة الأمـم المتحـدة واتفاقيـات جنيـف، إلا أنهـا تمكّنـت مـن إقنـاع شـريحة واسـعة مـن الـرأي العام الأمريكـي بأنهـا ضحيـة جيرانهـا العـرب المعاديـن لهـا، فاسـتطاعت الاسـتحواذ علـى مسـاعدات بمليـارات الـدولارات مـن الصناديـق الأمريكيـة سـنوياً. ألـم يحـن الوقـت كـي يتعامـل قادتنـا فـي مجلـس التعـاون الخليجـي بالجدّيـة اللازمـة مـع نفـوذ وسـائل الإعلام؟ سـواءً كنّـا موافقيـن أم لا علـى الجوانـب المختلفـة فـي السياسـة الخارجيـة الأمريكيـة، الحقيقـة هـي أننـا بحاجـة إلـى أن تكـون الولايـات المتحـدة فـي صفّنـا ديبلوماسـياً واقتصاديـاً وعسـكرياً فـي حـال تعرّضنـا للعدوان. يجـب ألا ننسـى أن الـردّ الحـازم مـن الرئيـس السـابق جـورج بـوش الأب علـى ،1990 اجتيـاح صـدام حسـين للكويـت عـام أنقذنـا مـن المحظـور. أضِـف أيضـاً أنـه بفضـل الضغـوط التـي مارسـها الرئيـس الأمريكـي دوايـت أيزنهـاور علـى المملكـة المتحـدة وفرنسـا وإسـرائيل خـ ل أزمـة ، فضـً عـن المقاومـة 1956 السـويس عـام المصريـة الشـديدة، أُرغِمـت القـوات البريطانيـة والفرنسـية والإسـرائيلية علـى الانسـحاب صاغـرةً مـن الأراضـي المصريـة. لسـنا فـي السـعودية والإمـارات، وطنـي، وحلفاؤنـا الخليجيـون فـي موقـع يخوّلنـا التصـدّي لهجمـات أعدائنـا الترويجيـة الحاقدة. لا نمتلـك منصّـات فعليـة يمكننـا اسـتخدامها مـن أجـل التصـدّي للأخبـار الكاذبـة ودحضهـا بالحقائـق والوقائـع. لعـل السـبب هـو أننـا صدّقنـا بسـذاجة أن المعنيّيـن سيُحسـنون تمييـز الصـواب مـن الخطـأ. إنمـا يبـدو أن بعـضصنّـاع القـرار الأمريكييـن وقعـوا أيضـاً تحـت سـحر الناطقيـن باسـم أعدائنـا الذيـن يلقـون ترحيبـاً وتعاطفـاً علـى شاشـاتهم التلفزيونيــة. كيـف يُعقَـل أننـا لـم نعمـل علـى إنشـاء قنـوات فضائيـة دوليـة تبـثّ باللغـة الإنجليزيـة فـي مختلـف أصقـاع الأرض؟ ثمـة عـدد كبيـر مـن الشـبكات الإخباريـة الناطقـة باللغـة العربيـة، فضـً عـن قنـوات ناطقـة بالإنجليزيـة تغطّـي الأخبـار المحليـة وتبـثّ برامـج ترفيهيـة – بصـرف النظـر عـن قنـاة واحـدة تعمـل ضـد مصالحنـا الجماعيـة – إلا أنـه ليسـت هنـاك محطـة واحـدة قـادرة علـى اسـتقطاب عـدد كبيـر مـن المشـاهدين الأمريكييـن. والخطـوة الأولـى يجـب أن تكـون إنشـاء قنـاة تلفزيونيـة قـادرة علـى تحقيـق ذلك. أمـا الخطـوة الثانيـة فهـي إنتـاج أفـ م سـينمائية ووثائقيـة ضخمـة الهـدف منهـا تسـليط الضـوء علـى أفضـل الجوانـب فـي ثقافتنـا وتراثنـا وإنجازاتنـا الحديثـة ومسـاعينا الإنسـانية والخيريـة. تقتضـي الخطـوة الثالثـة إقامـة شـبكة واسـعة مـن العلاقـات الديبلوماسـية، والاسـتعانة بخدمـات استشـارية احترافيـة فـي مجـال العلاقـات العامـة، وتنظيـم حمـ ت دعائيـة، ونشـر افتتاحيـات ومقـالات للتعبيـر عـن الآراء، ورعايـة فعاليـات رياضيـة، والقيـام بأعمـال خيريـة، واسـتخدام مواقـع التواصـل الاجتماعـي. باختصـار، علينـا اسـتخدام وسـائل الإعـ م الغربيـة كـي نُظهـر للعالـم أجمـع كل الأمـور والمبـادرات الجيـدة التـي نقـوم بهـا مـن أجـل مكافحـة الإرهـاب والقضـاء علـى الأيديولوجيـات المتطرّفـة، فضـً عـن التحدّيـات التـي نعمـل جاهديـن لمواجهتهـا فـي منطقـةٍ يضربهـا العنـف المذهبـي، وتـرزح تحـت وطـأة الحـروب التـي تُشَـنّ بالوكالـة، ويُنهكهـا الفقـر، تحـت الظـ ل الحالكـة التـي تُلقـي بهـا إيـران، الراعيـة الأكبـر للإرهـاب، علـى هـذا الجـزء مـن العالم. أودّ أن أسـلّط الضـوء علـى الإمـارات العربيـة المتحـدة التـي ثبُـت أنهـا مـ ذ للاسـتقرار، ونمـوذجٌ يُحتـذى للبلـدان العربيـة التـي تمـرّ الآن بأزمـات صعبـة؛ فـي الإمـارات، تعيـششـعوب مـن مختلـف الأعـراق جنبـاً إلـى جنـب وتعمـل بأمـان وطمأنينـة. فلنُعلـن نجاحاتنـا علـى المـ وبأعلـى صـوت. فليـرَ الأمريكيـون مَـن نحـن حقيقـةً وإلـى أيـن نصبـو. فلنتكلّـم لغـة أمريـكا مـن خـ ل وسـائل الإعـ م وسـواها من الوسـائط ذات الصلـة. الوقـت يداهمنـا، فالآخـرون مصمّمـون علـى تأليـب المنظومـة ضدنـا. لا يكفـي أن نكـون علـى صـواب فـي الأجـواء السـائدة راهنـاً. بـل يجـب أن نتمتّـع بالشـفافية والوضـوح، والأهـم أن نُسـمِع صوتنـا جيداً. النفوذ الإعلامي في الولايات المتحدة
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy NDU3MzA=