الشندغة

17 | 140 العدد | الشندغة بفضـل منظومـة ري قديمـة تُعـرَف بالأفـ ج. اصطُحِبـت لرؤيـة منظومـات الـري الحديثـة، وقـد سـررت عندمـا لاحظـت أنهـا لا تـزال تشـبه المنظومـة القديمـة، المليئـة بالسـحر والأصالـة . لـم يسـيطر التحديـث علـى هـذه المنطقـة الجميلـة مـن العالـم. لا تـزال الأفـ ج المصـدر الأساسـي لميـاه الـري إلـى جانـب الآبـار. تتغـذّى الأفـ ج مـن الميـاه الجوفيـة التـي تُنقَـل إلـى القـرى بواسـطة قنـاة مـن صنـع الإنسـان. أُعجِبـت كثيـراً بالمهـارة العاليـة فـي العمـل، وسـررت لرؤيـة السـلطنة محتفظـة بالكثيـر مـن أصالتهـا. وتجلّـت الأصالـة أيضـاً فـي الحفـاوة العمانيـة التقليديـة التـي اسـتقبلو ني بهـا أثنـاء الزيـارة، والتـي تتميّـز بهـا سـلطنة عمـان. لقيـت ترحيبـاً مـن عـدد كبيـر مـن الأشـخاص، بينهـم نجـل والـي البريمـي سـابقاً. وذكّر نـي اللقـاء فـي حصـن الحلـة، وهـي قلعـة إسـ مية قديمـة تعـود إلـى القـرن الثامـن عشـر ميـ دي، بالروابـط الثقافيـة الغنيّـة التـي تجمعنـا بإخوتنـا العمانييـن. مضـى ثلاثـون عامـاً علـى زيار تـي الأخيـرة إلـى المنطقـة، مـع العلـم بأننـي زرت . لـن أتـرك كل 2017 العاصمـة مسـقط عـام هـذا الوقـت ينقضـي مـن جديـد حتـى زيار تـي المقبلـة إلـى البريمـي، وأحـضّ الآخريـن علـى القيـام بالرحلـة نفسـها. فـي طريـق العـودة إلـى د بـي، تلاشـت جبـال الحجـر فـي البعيـد، لكنهـا تركـت بصمـة لا تُمحـى مـن الذا كـرة.

RkJQdWJsaXNoZXIy NDU3MzA=