الشندغة

أعمال خيرية الشندغة | 140 العدد | 16 البر يمي العودة إلى الماضي خلف أحمد الحبتور بزيـارة إلـى سـلطنة عمـان المجـاورة فـي منتصـف ينايـر، وقـد سـررت كثيـراً بحفـاوة الاسـتقبال التـي خصّنـي بهـا أبناؤهـا. عقـدت منـذ بعـض الوقـت العـزم علـى العـودة إلـى البريمـي حيـث كانـت عائلتـي تمتلـك، فـي صغـري، مجموعـة مـن أ كـواخ النخيـل فـي واحـة البريمـي. غالبـاً مـا كنـت أمضـي عطلتـي هنـاك، وقـد انطبعـت فـي ذهنـي ذكريـات جميلـة جـداً عـن المـكان. كانـت هـذه المنطقـة جـزءاً مـن مدينـة العيـن فـي مـا مضـى، وكانـت الحـدود مفتوحـة حتـى عـام . أمـا اليـوم فتقـع فـي الجانـب الآخـر 2006 مـن الحـدود الإماراتيـة. وقـد رافقنـي فـي زيار تـي الأخيـرة أخـي سـلطان وأبنا ئـي الثلاثـة وأحـد أحفـادي. أردتهـم أن يلقـوا نظـرة علـى الماضي. كانـت رحلـة مطبوعـة بالحنيـن ذكّرتنـي بالأوقـات التـي كنّـا نمضيهـا فـي البريمـي للاسـترخاء والراحـة. أتذكّـر أننـا اسـتأجرنا، ذات صيـف، مزرعـة نخيـل حيـث رحنـا نجمـع التمـر ونحمـل أ كياسـاً منـه إلـى المنـزل. مـا زالـت تلـك الأحـداث مطبوعـة فـي ذا كر تـي وكأنهـا حدثـت بالأمـس. كان الهـواء عليـً ونقيّـاً ومنعشـاً، وكان مـذاق الخضـار الطازجـة شـهيّاً. أتذكّـر كيـف كانـت الينابيـع تتدفّـق وكأنهـا أنهـار صغيـرة. لفتنـي أن هـذه الواحـة، التـي يقطنهـا الإنسـان بصـورة متواصلـة منـذ نحـو أربعـة آلاف عـام، تسـتمر فـي الازدهـار والتطـوّر قمت ثقافة

RkJQdWJsaXNoZXIy NDU3MzA=