الشندغة

©Shutterstock 7 | 136 العدد | الشندغة جديـداً فـي الولايـات المتحـدة"، متعهّـداً بأنـه لـن "يقـف مكتـوف الأيـدي" فيما تسـعى طهـران خلـف تحقيـق أطماعهـا العسـكرية. وقـد كتـب فـي إحـدى تغريداتـه: "إيـران تلعب بالنـار. لا يقـدّرون كـم كان الرئيـس السـابق بـاراك أوبامـا لطيفـاً معهـم. أنا لسـت كذلك!" إنـه أمـر جيـد أن الرئيـس الأمريكـي الجديـد أعطـى الأولويـة للمملكـة العربيـة السـعودية جاعـً منهـا محطتـه الأولـى فـي جولتـه الرئاسـية فـي الخـارج. سـوف نـرى إذا كان سـيقرن القـول بالفعـل وينفّـذ مـا قالـه رداً علـى التحذيـر الإيرا نـي. أشـعر بأسـى عميق على الشـعب الإيرا نـي. كانـوا يتنقّلـون فـي العالـم مثـل التـي 1979 الملـوك، إلـى أن وقعـت ثـورة اختطفهـا المرشـد الأعلـى السـابق الشـيطا ني روح الله الخمينـي بمسـاعدة مـن أجهـزة الاسـتخبارات الغربيـة. علـى الرغـم مـن وقـوع بعـض الخلافـات، تمتّـع مواطنـو دول الخليـج بعلاقـات وطيـدة مـع الإيرانييـن علـى امتـداد عقـود خـ ل حكم الشـاه. الإيرانيـون شـعب طيّـب ومسـالم، لكنهـم يخشـون رفـع الصـوت فـي وجـه ظالميهم ومضطهديهـم لأنهـم يعيشـون فـي الخـوف. مَـن تحلّـوا بالشـجاعة للوقـوف فـي وجـه حكومتهـم القمعيـة زُجّـوا فـي السـجون أو تعرضـوا للتعذيـب أو كان مصيرهـم الإعـدام شـنقاً. بعـد ظهـور الحركـة الخضـراء عندمـا نـزل مئـات الآلاف إلـى 2009 عـام الشـوارع احتجاجـاً علـى تزويـر الانتخابـات، اعتُقِـل أ كثـر مـن عشـرة آلاف متظاهـر، ولقـي مـا يزيـد عـن مئـة مصرعهم. كتـب إلـي لايـك تحـت عنـوان "لمـاذا ترك أوبامـا الثـورة الخضـراء فـي إيران تفشـل"، عبـر موقـع "بلومبـرغ": "ألغـى أوبامـا البرامـج الأمريكيـة لتوثيـق انتهـاكات حقـوق الإنسـان. وبعث رسـائل شـخصية إلى المرشـد الأعلـى الإيرا نـي آيـة الـه علـي خامنئي لطمأنتـه إلـى أن الولايـات المتحـدة لا تحـاول الإطاحـة بـه. شـدّد أوبامـا مـراراً وتكـراراً على احترامـه للنظـام فـي تصريحاتـه لمناسـبة عيـد النـوروز السـنوي فـي إيران". أعتقـد أنـه مـن شـأن غالبيـة الإيرانييـن أن ترحّـب بالحصـول علـى مسـاعدة عربيـة ودوليـة مـن أجـل التخلـص مـن نظام أوتوقراطـي يتوغـل فـي مختلـف جوانـب حياتهـم، ويتـرك الملاييـن فـي قبضـة الفقـر المدقع. بعدمـا أعلنـت إيـران عداءهـا لنـا على المـ بعبـارات واضحـة لا لبـس فيهـا، علينـا أن نبـادر إلـى التصـرف بحـزم ومـن دون تـردد. لقـد ولّـى زمـن العيـش فـي الأوهام. يسـر ّني أن ولـي ولـي العهـد السـعودي، الأميـر محمـد بن سـلمان، يـدرك تمامـاً مـا هـو علـى المحك. فقـد قـال مؤخـراً: "لـن ننتظـر حتـى تصبح المعركـة فـي السـعودية، بـل نعمـل علـى أن تكـون المعركـة لديهـم فـي إيران". لطالمـا حـذرت منـذ سـنوات طويلـة مـن الهـدف الـذي يسـعى إليـه الملالي وهـو السـيطرة علـى المـدن المقدسـة فـي الإسـ م. وقـد صدّقـتُ الـكلام الـذي تفوّه بـه مسـؤولون إيرانيـون فـي السـابق عندمـا قالـوا إنهـم سـيعيدون بنـاء الأمبراطوريـة الفارسية. لـم يسـاور ني الشـك للحظـة واحـدة بأن علـي سـعيدي، ممثـل خامنئـي لـدى الحـرس الثـوري، قصـد كلامـه فعـً عندمـا قال للقـادة العسـكريين إن مجـيء الإمـام الثا نـي عشـر لا يمكـن أن يتحقـق إلا إذا أدّت إيـران دوراً أساسـياً فـي إحـداث تغييـرات إقليميـة كبرى. يحـاول هـذا النظـام الـذي يعـود إلى القـرون الوسـطى أن يقـدّم نفسـه للمجتمـع الدولـي فـي صـورة النظـام العقلا نـي، فـي حين أن جوهـر عقيدتـه متشـدّد ومـروع. يـدرك وزيـر الخارجيـة الإيطالـي السـابق جيوليـو تـرزي ذلـك جيـداً. فخـ ل اجتماع مـع رئيـس لجنـة الشـؤون الخارجيـة في "المجلـس الوطنـي للمقاومـة الإيرانيـة"، اعتبـر تـرزي أنـه بغـض النظـر عـن هوية المرشـح الفائـز فـي الانتخابـات الرئاسـية الإيرانيـة، سـتبقى السياسـات الإيرانيـة "مدفوعـة برؤيـة متشـددة عـن السـيطرة فـي المنطقـة بأسـرها وخارجهـا". أتطلّـع بفـارغ الصبـر إلـى اليوم الـذي سـينفجر فيـه هـذا النظـام السـام مـن الداخـل. فـي الانتظـار، يجـب دعم المعارضـة الإيرانيـة بمختلـف أطيافهـا بـدءاً بالمعارضيـن الفـرس وصـولاً إلـى أبناء الأقليـات المسـحوقة مثـل الأحوازييـن والبلوشـيين والمسـيحيين واليهـود والبهائييـن والزرادشـتيين وسـواهم، وتمويلهـم وتسـليحهم كـي يطهّـروا أراضيهـم مـن التخلـف والبدائيـة. أدعـو إلـى الله تعالـى كـي يعمـل الإيرانيـون علـى فتـح نافـذة على القـرن الحـادي والعشـرين وإبعـاد شـبح النـزاع المدمـر عـن منطقتنـا. معـاً يمكننـا أن ننتصـر بمعونـة الله عـز وجـل.

RkJQdWJsaXNoZXIy NDU3MzA=