الخميس، 18 أبريل 2024

شيخ الإمارات الأخضر عبد العزيز النعيمي

بقلم فيليب ويس

عبد العزيز النعيمي
الشيخ الأخضر يصلي في القارة القطبية الجنوبية خلال زيارة قام بها في عام 2010.

سمو الشيخ عبد العزيز النعيمي الملقب بـ”الشيخ الأخضر” في مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة أخذ على عاتقه نشر التوعية حول سبل الحفاظ على البيئة.

قلّة من البلدان حول العالم سلكت طريق الحداثة بالسرعة التي تطوّرت بها #الإمارات العربية المتحدة في الأعوام الأربعين الماضية. وإحدى النتائج الإيجابية لهذا التحديث السريع هي الوعي المتزايد حيال القضايا البيئية.

ربما لا يزال على #الإمارات العربية المتحدة أن تقطع شوطاً كبيراً في هذا المجال، لكن من الواضح أنها بدأت تعطي الأولوية للبيئة، وثمة شخص يأخذ على عاتقه العمل من أجل أن تكون البيئة في صدارة الأولويات.

يُعرَف الشيخ عبد العزيز بن علي النعيمي بـ”الشيخ الأخضر”. ينتمي إلى الأسرة الحاكمة في #عجمان، فهو ابن شقيق الشيخ حميد بن راشد النعيمي، حاكم #عجمان وعضو المجلس الأعلى للإمارات العربية المتحدة. لكنه أيضاً المستشار البيئي الرسمي لحكومة #عجمان.

عندما تلتقي #عبد_العزيز_النعيمي، ابن الخمسة والأربعين عاماً، يسحرك بلطفه الشديد الذي يكسر الجليد. فهو يمدّ يده على الفور للمصافحة وترتسم على وجهه ابتسامة ودودة بشكل جذاب.

من الصعب ألا تحبّه. صحيح أنه يلفت الأنظار بشخصيته المحبَّبة، لكن العمل الذي يقوم به في رفع لواء القضايا البيئية هو الذي يكسبه احتراماً واسعاً. وفي الأعوام الأخيرة،

يرفع الصوت أكثر فأكثر لمطالبة الحكومة والشركات الخاصة في #الإمارات العربية المتحدة بتطبيق سياسات بيئية. وأكثر من ذلك، يسعى إلى أن يكون قدوة في هذا المجال من خلال اتّباع نمط حياة يحترم البيئة ويحافظ عليها.

يقول إن فلسفته مستمدّة من تعاليم الإسلام التي تعتبر أن البيئة هي مسؤولية وضعها الله على عاتق الإنسان الذي سيُحاسَب على أعماله وتصرّفاته في هذا المجال عند وفاته.

يشرح الشيخ النعيمي فيقول “كل ما أفعله ينطلق قبل كل شيء من حس المسؤولية الذي أشعر به ككائن بشري” مضيفاً أنه يحاول تحفيز الآخرين كي يفعلوا الشيء نفسه.

يقول “أسعى من خلال دور ‘الشيخ الأخضر’ إلى تشجيع الآخرين على التحرّك. أريد أن أرى الجميع، بغض النظر عن سنّهم أو جنسيتهم أو دينهم، وبما في ذلك أعضاء الحكومة والقطاع الخاص، يتّحدون لحماية مواردهم والحفاظ على كوكبنا الجميل من أجل الأجيال المقبلة”.

ويأمل في شكل خاص إلهام الأجيال الشابة: “أدرك تماماً أنني بمثابة قدوة للشباب في المنطقة. ولذلك أولي أهمية كبيرة لكل المشاريع التي أشارك فيها، والتي يندفع [الشباب] للمشاركة فيها”.

يتمتّع الشيخ بمؤهّلات أكاديمية عالية، فهو حائز على دكتوراه من جامعة جريفيث في أستراليا، ودرجة البكالوريوس في الهندسة النفطية والكيميائية، كما يملك العديد من شهادات الدبلوم في الدراسات البيئية والمواضيع ذات الصلة.
يعمل منذ بضعة أعوام على وضع دراساته حيّز التنفيذ، ولذلك يكرّس وقته ومجهوده للمطالبة باعتماد مقاربة إنمائية أكثر مراعاة للبيئة في #الإمارات العربية المتحدة. يظهر باستمرار في مقابلات عبر المحطات التلفزيونية والإذاعية، ويشارك مع العشرات من الجماعات المدافعة عن البيئية سواء في #الإمارات أو خارجها.

يقول “خلال تسلّمي رئاسة ‘جمعية أصدقاء البيئة في #الإمارات، شهدت والحمد لله على إطلاق بعض المشاريع العظيمة. والمشاريع الأكثر انطباعاً في ذاكرتي هي تلك التي كانت تجمع الشمل، فتتحلّق حولها السلطات العامة والقطاع الخاص والمجتمع المدني دعماً للقضايا البيئية”.

في الواقع، لقد تحقّقت بالفعل بعض الإنجازات البيئية المهمة في #الإمارات العربية المتحدة، والتي لعبة دورا في تسليط الضوء على عدد كبير منها. ومن ابرز هذه الإنجازات مشروع مدينة مصدر في أبو ظبي التي تعتمد حصراً على الطاقة ومصادر الطاقة المتجدّدة في منظومة بيئية مستدامة تقوم على الانعدام الكامل لانبعاثات الكربون والنفايات. والمثل الآخر هو الحد من استعمال الأكياس البلاستيكية إلى جانب اتّخاذ تدابير لإعادة تدوير العبوات المصنوعة من القصدير... لكن الحفاظ على البيئة لا يزال يطرح بعض التحدّيات.

فعلى سبيل المثال، لا تزال إدارة النفايات تمثل مشكلة كبيرة. يقول الشيخ النعيمي “يجب أن تكون إدارة النفايات بطريقة فاعلة أولوية بالنسبة للحكومة والقطاع الخاص على حد السواء. كما يجب تحسين منشآت إعادة التدوير، وكذلك نظام معالجة مياه الصرف الصحي”.

والتلوّث الضوئي يمثل مشكلة أخرى في هذه المنطقة من العالم. يعلّق الشيخ النعيمي “يقلقني كثيراً أيضاً الاستعمال المفرط للأضواء في مدننا. تتمتّع منطقتنا بتراث غني وعريق في علم الفلك، لكن في عدد كبير من المدن الشرق أوسطية، التلوّث الضوئي كبير جداً إلى درجة أنه لم يعد بالإمكان رؤية النجوم. إنه أمر معيب حقاً”.

يشير الشيخ أيضاً إلى أن العديد من المشاكل البيئية ناجمة ببساطة عن الوتيرة السريعة التي تطوّرت بها #الإمارات العربية المتحدة. فهو يشرح “لقد شهدنا نمواً سريعاً في الأعوام الماضية، وعلى البنى التحتية الخاصة بإدارة النفايات أن تواكبه” مضيفاً أن رفع هذه المطالب يمكن أن يكون محبطاً في بعض الأحيان.

وفي حين يكتفي كثرٌ بالكلام عن الشؤون البيئية، يؤمن الشيخ #عبد_العزيز_النعيمي بوجوب اعتماد مقاربة عملية وملموسة. وقد انضم عام 2010 إلى المستكشف القطبي السير روبرت سوان في رحلة إلى القطب الجنوبي حملت عنوان 2041.org، لتسليط الضوء على الحاجة إلى توفير حماية مستمرّة لمعاهدة القطب الجنوبي.

لا شك في أن القيام بمثل هذه الرحلة الحافلة بالتحدّيات ليس متاحاً للجميع، لكن “الشيخ الأخضر” يشدّد على أنه بإمكان كل شخص في #الإمارات العربية المتحدة أن يؤدّي قسطاً ولو صغيراً في الحد من الأضرار البيئية.

يشرح “نعاني من مشكلة التغيّر المناخي، ولذلك ينبغي على الجميع أن يحدّوا من بصمتهم الكربونية” مضيفاً “هذا سهل جداً. ابدأ بتفحّص حياتك اليومية. انظر إلى حجم المبالغ التي تنفقها، ومعدّل الطاقة التي تستهلكها، ثم انظر إلى أي حد يمكنك أن تخفض الإنفاق واستهلاكك للطاقة على السواء”.

ويتابع “يمكنك أن تغيّر سلوكك. لن تموت إذا أطفأت الأنوار ساعة خلال ‘ساعة الأرض’ مثلاً، أو إذا لم تستخدم سيّارتك طيلة يوم كامل. في الواقع سوف يؤدي ذلك إلى حياة أكثر عافية وسعادة وإنتاجاً، مما سيعود بالفائدة على البيئة في نهاية المطاف...”.

تعليق
الرجاء المحافظة على تعليقاتك ضمن قواعد الموقع. يرجي العلم انه يتم حذف أي تعليق يحتوي على أي روابط كدعاية لمواقع آخرى. لن يتم عرض البريد الإلكتروني ولكنه مطلوب لتأكيد مشاركتم.
إضافة 02:13 يونيو 05 2014
هذه هي الاخلاق المرجوه في كل بلادنا العربية. الوعي الاخلاقي والبيئي لا بد ان يتواجد في كل منزل فهو ليس محصور على فئة خاصة...ولكل منا له دوره في هذه الحياة مهما كان صغيرا في الحفاظ على البيئة التي نحلم ان نعيشها. الله يقويك وعسى غيرك يقتدي ويبدأ بهذه الخطوات ويصبح الوعي نهج أساسي لحياتنا وليس من الكماليات.
منال الخصاونه , Qatar
المزيد من المقالات بقلم