الثلاثاء، 23 أبريل 2024

الحب الحازم يمكن أن يجلب سلاماً عادلاً

بقلم بول فيندلي

Shutterstock ©

يستطيع الرئيس باراك أوباما، إذا أخذ زمام المبادرة بنفسه، أن ينُقذ فلسطين وإسرائيل والولايات المتحدة من المستنقع العميق الذي تغرق فيه، كما يقول عضو الكونغرس الأمريكي السابق بول فيندلي.

ا الكونغرس، ولا فلسطين، ولا إسرائيل قادرون على التحرك أو مستعدّون لذلك. كي يصبح السلام ممكنا، على #أوباما أن يصدر مرسوما تنفيذياً يقضي بتعليق مختلف أنواع المساعدات الأمريكية لإسرائيل وفلسطين بانتظار وضع حل الدولتين موضع التنفيذ.

من شأن بادرة قويّة يستخدم فيها #أوباما سلاح الحب الحازم أن تمنح إسرائيل على وجه السرعة سلاماً وأمناً غير مسبوقين في الداخل والخارج. ومن شأنها أيضا أن تصحّح خطأ مريعاً عبر إنقاذ الفلسطينيين من القمع الذي يتعرّضون له منذ حوالي نصف قرن. لكن على #أوباما أن يتحرك بسرعة، لأن سلطته قد تنحسر قريباً.

قبل سنوات، سمعت زميلاً لي في الكونغرس يتحدّى #الجنرال_الإسرائيلي الشهير #موشيه_دايان: "جنرال، حكومتنا تمنح إسرائيل المال والسلاح والنصائح. وحكومتكم تقبل المال والسلاح لكنها ترفض النصائح. لو اشترطت حكومتنا قبول إسرائيل النصائح كي تقدّم لها المال والسلاح، ماذا ستفعل حكومتكم؟"أجاب دايان بلا تردّد "سنقبل نصائحكم".

هل تجيب إسرائيل اليوم بالطريقة نفسها التي توقعها دايان؟ الجواب هو نعم. فإسرائيل تشعر الآن بأنها لا تزال تعتمد على الولايات المتحدة بقدر ما كانت تفعل في حقبة دايان، وربما أكثر. ومؤخراً ظهرت شبه العزلة التي تعاني منها إسرائيل في المحافل الدولية بعدما صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية ساحقة على منح فلسطين صفة دولة مراقبة. عند تعليق المساعدات الأمريكية، سوف يصاب الإسرائيليون بالهلع شبه التام إلى أن توافق حكومتهم على مطالب #أوباما.

من أجل تحقيق النجاح سريعاً، أوصي بأن يكون تعليق المساعدات شاملاً، ويبقى حيّز التنفيذ في شكل كامل حتى تلبية المقتضيات التالية:
•على إسرائيل أن تعترف بسيادة فلسطين على كامل أراضيها التي تمّت السيطرة عليها في حرب 1967، وعلى جميع الإسرائيليين والمستوطنين أن يغادروها، ما عدا من يملكون حقوقاً بالبقاء تعود إلى ما قبل 1967، أو يحصلون على الموافقة للبقاء كمواطنين أجانب.

•على فلسطين وإسرائيل أن توقعا معاهدة سلام تحظر العنف عبر الحدود وتتيح ودخولاً آمناً إلى الأماكن الدينية الواقعة في الجانب الآخر من الحدود.
فضلاً عن ذلك، يجب أن توافق فلسطين على مناقشة تبادل الأراضي المذكور في #اتفاق_جنيف الذي أعقب صدور قرار الأمم المتحدة 242. ويجب أن تقبل إسرائيل بشق أوتوستراد يربط غزة بالضفة الغربية ويخضع للسيطرة الفلسطينية، وأن تعيد تأكيد حقوق اللاجئين بموجب قرار الأمم المتحدة 194.
عند تلبية المقتضيات المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي، سيحقّق كل من الطرفَين منافع جمّة:

إسرائيل

سوف يتعزّز موقع إسرائيل، إذ إن أكثر من ستة ملايين عربي يخضعون الآن للاحتلال لن يعودوا ضمن الأراضي التي تسيطر عليها، بما يضمن لها البقاء في المدى الطويل كدولة ذات أكثرية يهودية. ولأول مرة في التاريخ، يستطيع الإسرائيليون أن يصبوا إلى أمن حقيقي في الداخل، وهو أمر غير وارد حاليا؛ فقد وعدت الدول العربية منذ وقت طويل بتطبيع العلاقات مع إسرائيل إذا أصبحت فلسطين مستقلّة فعلاً. وسوف تتحرّر الدولة اليهودية أيضاً من المطالب الداخلية للتوسّع في الأراضي، ومن العبء الاقتصادي الذي يتسبّب به الإبقاء على الاحتلال الفلسطيني

فلسطين

سيتمتّع الفلسطينيون بالجنسية الكاملة لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وسوف يقيمون علاقات سلمية مع كل الدول، وينعمون بكرامة الحكم الذاتي في دولة مستقلة بكل معنى الكلمة. سوف تفرح إيران باستقلال فلسطين، فتنحسر بالتالي، أو ربما تنعدم، أسباب معارضتها للدولة اليهودية.

الولايات المتحدة الأميركية

ستتحرّر الولايات المتحدة، لأول مرة منذ أكثر من 40 عاماً، من التواطؤ في معاملة إسرائيل غير المشروعة للعرب. وستخسر المجموعات العدائية، مثل تنظيم "القاعدة"، جزءاً كبيراً من قدرتها على التجنيد، وكذلك علّة وجودها المعلنة. وسوف يزول شبح الحرب الدينية بين الغرب والشرق.

وحده المرسوم التنفيذي الرئاسي كفيل بفرض تعليق المساعدات والسير به نحو تحقيق النجاح باكراً. غالب الظن أن الكونغرس سيعترض، لكن بإمكان #أوباما تجاوز المعارضة عبر إدراج المسألة في خانة الضرورات التي يقتضيها الأمن القومي. عندئذٍ سيكون الخيار الوحيد المتاح أمام الكونغرس عزل الرئيس، وهو أمر مستبعدٌ جدا.

الرئيس #أوباما هو الشخص الوحيد في العالم القادر على إحداث هذا التحوّل من أجل التقدّم نحو سلام عادل، فهو وحده يتمتّع بالسلطة الكافية لحمل الأطراف الرئيسية على التعاون. إذا لم يتصرّف، فمن شبه المؤكّد أن الشرق الأوسط سيبقى ساحة لمعارك ضارية، فيما تؤجّج الطائرات الأمريكية غير المأهولة نيران الغضب والعداء للولايات المتحدة في الخارج، ورهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) في الداخل. وسوف تنشأ مستوطنات جديدة، ويُحشَر الفلسطينيون في زوايا أضيق فأضيق في الأرض التي هي حقّهم المشروع.

إذا تصرّف #أوباما وثابر على موقفه، سيبتهج العالم، وسيسجّل المؤرّخون أنه صانع سلام عظيم. وسوف يُغدِق المرسوم التنفيذي، على غرار ذاك الذي أصدره أبراهام لينكولن لتحرير العبيد، نِعَم الحرية على ملايين البشر الذين يعانون منذ وقت طويل.
هو مجرد حلم؟ نعم، لكنه سيتحوّل واقعا مجيداً إذا رأى رئيسنا بوضوح يد القدر التي تومئ له.

تعليق
الرجاء المحافظة على تعليقاتك ضمن قواعد الموقع. يرجي العلم انه يتم حذف أي تعليق يحتوي على أي روابط كدعاية لمواقع آخرى. لن يتم عرض البريد الإلكتروني ولكنه مطلوب لتأكيد مشاركتم.
المزيد من المقالات بقلم